نقف مع إخواننا في فلسطين 🇵🇸 و مع مقاومتهم الباسلة, و النصر للمقاومة و الرحمة للشهداء

أحمد الريسوني..أسد المغرب و أسطورة جبالة

 



بطل مقالتنا هذه هو مجاهد لا يجيد به الزمان كل مرة , حباه الله لوطننا المغرب و لمنطقة جبالة , بطل تنكر له القريب و جسده الغريب في فيلم خلده في كبرى سينمات العالم , إنه أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الريسوني , عرف بين أهله بالشريف الريسوني و لقبه الإنجليز بالبريسول و لقبه الفقراء بروبن هود .
 
1871— أبريل 1925 
تربى يتيما في قرية الزينات القريبة من تطوان  كانت أمه تريد أن يكون عالم دين يفتي الناس في أمور دينهم ويؤم بهم الصلوات   كعادة سكان جبالة المحافظين , لكنه تحول إلى قائد عسكري قل نظيره يقود الناس نحو الجهاد و المقاومة و يسوس الإسبان بدهاء قل نظيره ليحاربهم بسلاحهم .
كبر رحمه الله و هو يشاهد المحتل يسقي أمتنا العربية كأس الذل و الظلم و شاهد كيف يأكل القوي الضعيف و عملاء تستروا بمقاومة صورية, أقسم الشريف بعدها على تحرير و قطع يد العابثين بأرض جبالة الأبية و وطننا الحبيب  فبدأ بضبط الأمن أولا تنظيم و تنظيف الساحة الداخلية  من جراثيم الإجرام و قطاع الطرق الأمر الذي أيده فيه جمهور جبالة و شمال المغرب و كيف لا و هو ابن قبيلة بني عروس كبرى قبائل شمال المغرب  و أخواله بني مصور .
في ظل دولة ضعيفة و مخزن تتداعى سلطته أخذ الريسوني بتنظيم شؤون جبالة و قد نجح في تحقيق العدالة الإجتماعية الأمر الذي سيؤدي لتوجس المخزن من صعود نجمه .
يروي ليونارد كاروف الذي كان يتولى قيادة سفينة «التركي»:
«استقل الريسولي في عام 1901 سفينة «التركي» متوجهاً من مدينة الصويرة إلى مدينة طنجة. ولقد مكث يومين كاملين رفقتي. ولم يترك لديَّ الانطباع، يومئذ، بأنه رئيس لقطَّاع الطرق. فلقد كان ذا وجه صبوح. وكان يُعرف بالاستقامة. ذا سحنة صافية. وشعر رأسه ولحيته بالغ السواد. وكان ذا هيأة طويلة ونحيلة. وقد كان البحارة يعتبرونه شريفاً من الشرفاء، فكانوا يخشونه أيما خشية، ولو لم يكن بعضهم قد حدثني عن الإنجازات الإجرامية لهذا اللص، لما كان ليخطر ببالي أنني كنت إزاء رجل من هذه الطينة.»


بعد سجنه تم الإفراج عنه بعد تولي السلطان عبد العزيز بن الحسن الأول العرش . ليندم بعدها أشد الندم على قرار الإفراجب عنه , فبعد ذلك  خطف الشريف الريسوني والتر هاريس الصحفي البريطاني ابن العائلية النبيلة و الغنية  لتشتعل أزمة بين بريطانيا و المخزن بسبب إختطاف هاريس إنتهت بدفع فدية ضخمة و اقطاعه أراضي لصالح قبائل جبالة ليصبح بعدها سيد الشمال المغرب بدون منازع .
خاض الريسوني حربا لا هوادة فيها ضد المستعمر ، وعركته التجارب فاستخدم المكر والخديعة لإرهاق أعدائه ،يعقد معهم التحالفات ويغريهم بالتقدم في شمال المغرب حتى إذا ركنوا إلى وعوده انقض عليهم ، ولعل أولئك الذين يصفونه  بالعمالة يعتمدون على وثائق فيها إشارات إلى هذا النوع من المعاهدات  ، ولكن الريسوني لم يلتزم بشيء من تلك العهود وخير مثال على ذلك ما جرى بينه بين الجنرال الاسباني غوميز خيردانا  حيث حصل منه على المال والعتاد ليمكنه من احتلال بعض المناطق شمال المغرب ثم انقلب عليه وحاربه بسلاحه فانتحر غوميز بعدما شعر بأن الشريف قد خدعه واستهزأ به، هكذا كان يتصرف الريسوني في حربه على الغزاة يستعين عليهم بأموالهم فلا عجب أن يكون الإسبان والفرنسيون من أبرز الذين يروجون بأنه خائن عميل للنيل من سمعته يقول فرانسيسكو هيرنانديث “‘ كانت فرنسا وإسبانيا تدركان قوته وتأثيره في القبائل لذلك حاولت الدولتان ترويج تهم الخيانة ضده والقول إنه ساعد إسبانيا على احتلال العرائش والقصر الكبير”.

وفي كتاب «المغرب»، يقول توماس غارسيا فيغيراس:

««كان الريسوني يتمتع بذكاء عال ويقظة كبيرة، وله ممارسة سياسية على قدر كبير من النضج ودراية كبيرة بالأوضاع السياسية الدولية والعالم الإسلامي، وكان يطمح إلى رؤية المغرب حرا ومن دون أية وصاية أجنبية

أما فرانسيسكو هيرنانديث مير فيقول:

««كانت فرنسا وإسبانيا تدركان قوته وتأثيره في القبائل، لذلك حاولت الدولتان ترويج تهم الخيانة ضده والقول إنه ساعد إسبانيا على احتلال العرائش والقصر الكبير

المؤرخ مانويل أورتيغا فيقول في كتابه عن الريسوني :

«عندما نتأمل سيرة هذا الرجل، إمبراطور الجبل، المحتمي بالغابات الطبيعية والجبال، والذي تحدى قوة إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية رغم الأسلحة والمدافع التي تملكانها، ورغم الذهب الذي ظلتا تغريانه، فإننا ندرك أن الريسوني لم يكن دنيئا


غلاف_كتاب "الريسوني حليف وعدو اسبانيا".


تناول الفيلم الأمريكي العاصفة و الأسد The Wind and the Lion قصة أحمد الريسوني 






إرسال تعليق

0 تعليقات