نقف مع إخواننا في فلسطين 🇵🇸 و مع مقاومتهم الباسلة, و النصر للمقاومة و الرحمة للشهداء

تاريخ المغرب : من استشهاد عقبة بن نافع إلى موسى بن نصير


 

في حال لم تكن قد قرأت المقالة الأولى , يمكنك قراءتها من هنا , هذه المقالة هي تكملة لما سبق.

بعد مقتل عقبة بن نافع قتل معه عدد من الصحابة والتابعين ,  ووجب علينا أن نذكر من دخل المغرب من الصحابة رضوان الله عنهم ,

جاء في حديث أبي سعيد المتفق على صحته :أن رسول الله قال: "الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد أذاني، ومن أذاني فقد أذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه".

لعل في هذا الحديث تذكرة لبعض المغاربة الذين يشتمون الفاتحين ويقللون من قدرهم ويتهمونهم بالسعي نحو المال و الغنائم .

ومن الصحابة من دخل المغرب نجد:

- بلال بن حارث بن عاصم المزني أبو عبد الرحمن,

- جرهد بن خويلد الأسدي أو الأسلمي,

- جبلة بن عمر بن ثعلبة بن أسيرة الأنصاري أخو أبي مسعود البدري

- ومنهم الحسننان رضي الله عنهما على ما ذكر ابن خلدون , وهما سيدا شباب أهل الجنة و ريحانتا رسول الله ﷺ ,

- حمزة بن عمرو الأسلمي

- خالد بن ثابت العجلاني الفهمي

- ربيعة بن عباد الديلي


زهير بن قيس البلوي

بعد استشهاد عقبة إلى حين فتح الأندلس تحت ولاية موسى بن نصير مر على المغرب واليان بصما بصمة في تاريخ المغرب , ألا وهما "زهير بن قيس البلوي" و "حسان بن النعمان" , وقد سبق وتحدثنا عن زهير بن قيس رحمه الله و بطولته ضد الروم وتفضيله الإستشهاد وهو يدافع عن المؤمنين على أن يبقى والي على المغرب, وهو منقذ القيروان من كسيلة زعيم البربر الذي تحدثنا عنه في المقالة السابقة, ثم زحف إلى المغرب سنة 69 ولقي كسيلة وكل من جمع له من البربر فاشتد القتال بين الطرفين وقتل كسيلة , ثم لحق العرب إلى مرماجنة ثم إلى وادي ملوية , وذلة البربر في هذه الموقعة على حد ذكر المؤرخين.


حسان بن النعمان

وأما حسان بن النعمان فقد تولى المغرب بعد رحيل زهير واستشهاده كما سبق وذكرنا, حيث اضطربت الأمور وافترق شأن البربر وكبرت فتنهم و تعدد سلطانهم , و كان أعظم شوكة لهم حينئذ الكاهنة داهيا (هكذا ورد اسمها في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى) , حيث بعث أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان إلى واليه في مصر حسان بن النعمان الغساني وكان يقال له أيضا الشيخ الامين, يأمره أن يخرج لجهاد البربر .

ولما دخل القيروان سأل الأفارقة عن أعظم ملوكهم فقالوا صاحب قرطاجنة: تلك المدينة الفينيقية العظيمة , وكان بها يومئذ جموع من الفرنج أمم لا تحصى , ففتحها حسان وفر من نجا بمراكبة إلى صقلية والأندلس, ثم دخلها أقوام من البوادي والضاحية فتحصنوا بها , فرجع إليهم حسان وحاصر المدينة وفتحها و قالتل من بها , ثم خربها حتى لا تستخدم كقاعدة ضد المسلمين مرة أخرى , 

بعدها بلغ حسان أن البربر والإفرنج عسكروا في صطفورة و بنزرت , فصمد إليهم وقاتلهم فشردهم ,

ثم رجع حسان إلى القيروان وسأل عن بقية الملوك المخالفين فدلوه على داهيا وقومها جراوة وهم ولد جراو بن الديديت بن زانا و زانا هو أبو زناتة.

ويقول هانئ بن بكور الضريسي أن قتل عقبة كان في البسيط قبلة جبل أوراس بإغراء من الكاهنة لبربر الزاب عليه.

وانضم لها بربر بنو يفرن و جموع من كان بإفريقية من قبائل زناتة و البتر , فسار إليها حسان و زحفت إليه فاقتتلوا أمام جبلها ثم انهزم المسلمون وقتل منهم كثير , فانسحبوا فلحقت بهم الكاهنة إلا أنها لم تنل منهم و دخل حسان عمل طرابلس والتي يمكننا تشبيهها بالمحافظة وهناك ببرقة لقيه كتاب عبد الملك يأمره بالمقام حيث يصله كتابه , فأقام هناك وبني قصوره التي تعرف حتى اليوم باسمه. 

وأما الكاهنة فعادت إلى جبلها ثم دمرت كل مدن المغرب سواء تلك التي بناها الرومان أو الفينيقيين أو البربر, و قالت : " إنما تطلب العرب من المغرب مدنه وما فيه من الذهب و الفضة , ونحن إنما نريد المزارع و المراعي فالرأي أن نخرب هذه المدن والحصون ونقطع أطماع العرب عنها",

وفي سنة 74 زحف حسان إلى الكاهنة فبرز إليه فأوقع بها و بجموعها , ثم اقتحم الجبل عنوة واستلحم فيه زهاء 100 ألف من البربر واستأمن إليه باقيهم على الإسلام والطاعة , و حسن إسلامهم .ثم وبعد أن أرسى الحكم الأموي في المغرب ارتحل إلى المشرق , وسيخلفه موسى بن نصير مولى طارق بن زياد فاتحا الأندلس رحمهما الله


المصادر:
-الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى
-المغرب عبر التاريخ

إرسال تعليق

0 تعليقات