نقف مع إخواننا في فلسطين 🇵🇸 و مع مقاومتهم الباسلة, و النصر للمقاومة و الرحمة للشهداء

إدريس الأول و نشره للإسلام في بلاد المغرب الأقصى

 




كثيرين هم الذي أثروا في تاريخ المغرب الأقصى عبر التاريخ , ومن بين هؤلاء إدريس الأول رحمه الله, 

من هو إدريس الأول:

هو إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي. مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى، وإليه نسبتها.

هجرته نحو المغرب الأقصى:

ما إن تمكن العباسيين من إسقاط الدولة الأموية بدؤوا في حملة إبادة للأمويين في أنحاء الدولة الإسلامية , و من بينهم إدريس الأول , الذي هرب بعد معركة (فخ) التي قتل فيها ابن عمه الحسين بن علي بن الحسن المثلث التي ثار فيها على الخليفة الهادي سنة169هـ ضواحي مكة, والتي دارت رحاها بين العباسيين والعلويين. اتجهه الى مصر وعبرها حتى استقر في شمال أفريقية بالمغرب الأقصى سنة 172هـ ونزل على قبيلة بربرية تدعى (أوربة) شمال المغرب,  وأميرها يومئذ إسحاق بن محمد بن عبد الحميد، يقيم في مدينة (وليلي)  وقد عرفه بنفسه واستجار به،. 


سلطانه على المغرب :

بعد أن عرف بنفسه وبنسبه الذي يرجع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بايعته قبيلة أوربة البربرية كحاكم عليها , فزحف بها على تامسنا لمحاربة البرغواطيين الذين كانوا على دين مختلط بين الوثنية والنصرانية واليهودية , وذلك لنشر الإسلام بين القبائل هناك.

و في سنة 173 انتهى إلى تلمسان حيث بايعه أميرها محمد بن خزر, وأسس بها مسجدا , كان لا يزال قائما في عهد ابن خلدون على ما ذكره في تاريخه (مجلد4) وقد تم اكتشاف المسجد الإدريسي سنة 1974م,


إسهاماته:

من أعمال و أخلاق المولى إدريس حيث  يقول عنه الإمام عبد الله بن حمزة في المرجع الشافي: «وكان في نهاية العلم والورع تلو أخيه (يحيى) في الفضل والزهد والسخاء والشجاعة والكرم، وكان حليف القرآن، حسن القراءة شجيها» ( ).

وعن شجاعته يقول الرضا بن موسى الكاظم: «إدريس ابن عبد الله من شجعان أهل البيت، والله ما ترك فينا مثله» ( ) 

وهذا داوود ابن القاسم الجعفري يترك عنه الارتسامة التالية: «... وكنت معه بالمغرب، فما رأيت أشجع منه ولا أحسن وجها» ( ).
ثم كانت شهرته بالشجاعة من أسباب نجاح دعوته بالمغرب، فيذكر عنه في المرجع الشافي: «ولما دعا في المغرب عرفه رجال من أجل المغرب حجوا سنة الفخي عليه السلام، فقالوا: نعم، هذا إدريس، رأيناه يقاتل وقد انصبغ قميصه دما، فقلنا من هذا؟ فقالوا إدريس بن عبد الله ( ).
* * *
وإلى هذا كان الإمام العلوي يتوفر على ثقافة أدبية رفيعة، وذلك ما يستنتج من أسلوب رسالته إلى المغاربة، ثم رسالته إلى أهل مصر، حيث تبين أنهما - معا - موضوع الملحقين: 1، 2.
وإلى هذين النموذجين من النثر توجد من شعره قطعة من أربعة أبيات تدل على شاعريته، وقد أوردها الصفدي عند ترجمته ( )، كما ترجمه ابن الأبار في «الحلة السيراء» ( ) كأحد الأمراء الشعراء.
* * *
وأخيرا: نختم هذا العرض بفقرة لابن عذاري: ( ) «وفي سنة 172 اجتمعت القبائل على إدريس بن عبد الله من كل جهة ومكان فأطاعوه وعظموه وقدموه على أنفسهم، وأقاموا معه مغتبطين بطاعته، ومتشرفين بخدمته طول حياته، وكان رجلا صالحا، مالكا لشهوته، فاضلا في ذاته، مؤثرا للعدل، مقبلا على أعمال البر».


وفاته:

و تواردت أخبار إدريس الأول على الرشيد, فأرسل إليه من حاشيته رجلا يدعى بسلمان بن جرير الشماخ الذي قدم إليه سما في صورة عطر, بعد أو وجد غفلة من راشد الذي كان لا يفارق إدريس . ورغم أن راشدا طارد الشماخ إلى شرق المغرب على ما قيل , فإنه لم يستطع قتله و إن كان قد تمكن من قطع يده على ما قيل . و قد كافأ الرشيد جريرا بتعيينه مكلفا ببريد مصر . وكانت وفاة إدريس سنة 177

المراجع:
كتاب المغرب عبر التاريخ: اضغط هنا

إرسال تعليق

0 تعليقات