نقف مع إخواننا في فلسطين 🇵🇸 و مع مقاومتهم الباسلة, و النصر للمقاومة و الرحمة للشهداء

مذبجة الشاوية..التاريخ الأسود لفرنسا بالمغرب

 




هو تاريخ لم ندرسه, لكنه لن ينسى بالنسبة لأحفاد الضحايا أو أحفاد أحفادهم , إنه يمثل الوجه الحقيقي للإستعمار و يعري أكذوبة التقدم و جلب الحضارة وغيرها من الشعارات التي يتغنى بها الفرنسيين, 
مذبحة الشاوية أو مجزرة الشاوية, أو قنبلة الشاوية , كلها أسماء لتلك الأيام السوداء التي أقامتها فرنسا على قبائل الشاوية.. و التي بدأت من 5 إلى 7 غشت 1907 دمرت مدينة الدار البيضاء

ما قبل 5 غشت 1907

تسارعت الأحداث بعد اغتيال الطبيب الفرنسي «إميل موشان» (E. MAUCHAMP) في 19 مارس 1907 بمراكش، وتوفرت الذريعة لفرنسا لاحتلال مدينة وجدة في 25 من الشهر نفسه. وحينها، عجز السلطان عبد العزيز عن التصدي لتداعيات الأوضاع المقلقة، مما سهل الطريق أمام أخيه وخليفته عبد الحفيظ ليعلن نفسه سلطانا بديلا للجهاد بعد تقاعس سلطان البلاد عن القيام بواجباته كاملة.(1)
و قد كان عدد سكان  البيضاء قبل القصف تقريبا 30,000 نسمة ومنهم 1,000 أوروبي و6,000 يهودي.

أدت سياسة الجاليات الأوربية المدفوعة والمساندة من طرف قناصلهم إلى انتشار الكراهية والحقد بين السكان المحليين اتجاههم، إذ أصبح البيضاويون يرون في أي عمل يقوم به هؤلاء أو ينوون القيام به، إنما يمهدون من  خلاله لمزيد من السيطرة على المدينة و عليه لما حاولة شركة " شنايدر"  توسيع مرسى الدار البيضاء و كذا المحاولة الثانية بمد خط لسكة الحديدية باتجاه منطقة الصخور السوداء لجلب الحجارة إلى الميناء على حساب مكان تعتبر حرمته مقدسة في عرف جميع الأديان وذو حرمة أكبر في نفوس المغاربة المسلمين، الشيء الذي أثار حفيظة السكان، فهبوا لإيقاف هذه الأشغال. التمرد تسبب في موت تسعة أوروبيين: خمسة فرنسيين وإيطاليين وإسباني.





حالما توصلت المفوضية الفرنسية بطنجة، بخبر مقتل العمال التسعة بالمرسى يوم 30 يوليوز، عمد المكلف بمهامها «سان أولير» إلى سلسلة من الإجراءات التي ارتكزت على معطيات مشوهة ومبالغ في صحتها، وعيا منه بقدوم اللحظة المناسبة للاحتلال الفعلي للأرض المغربية، وانتهاز الفرصة لحث الحكومة على القيام بتدخل عسكري، وقد أشار إلى ذلك في مذكراته بعد مضي '» سنة عن الحادث قائلا: « كنت مهيئا لمواجهة الحادث بواسطة سيناريو اتفقت عليه مسبقا مع «رينيو» (الوزير الفرنسي المعتمد بطنجة) وهو الانتقام السريع...».





قصف الشاوية
بعد رفع شارة القنبلة من طرف بحارة الإنزال، بدأت البارجة غاليلي وبعدها البارجة دي شايلا بقصف المدينة بقذائف «المنيليت» والقنابل التي التهمت الأحياء الشعبية، خصوصا حي «التناكر» وقتلت السكان الذين كانوا آمنين وعزل.
واستمر القذف خلال يومي 6 و7 غشت، مع احتدام الصراع وكثرة القتلى ودخول فرسان الشاوية للانتقام من الغزاة.
وفي يوم الأربعاء 7 غشت 1907، واصلت البارجتان البحريتان القصف المدمر، تمهيدا لنزول جيش الاحتلال بقيادة الجنرال درود رفقة 300 جندي،





الدمار والضحايا و النتائج

استشهد في هذا القصف  ما بين 6000 و15000مواطن من الشاوية ، وفر معظم المتبقين إلى النواحي، كما اعتقل العديد من الثوار والمجاهدين الذين حوكم بعضهم بالإعدام الفوري والبعض الآخر بالسجن، ووضع ثوار آخرون في المعتقلات دون محاكمة ومن غير أن يعرف مصيرهم حتى الآن.
ويروي الطبيب الفرنسي لويس أرنو في كتابه "زمن المحلات السلطانية: الجيش المغربي وأحداث قبائل المغرب ما بين 1860 و1912"  أن من تداعيات الهجوم الفرنسي على كل من وجدة والدار البيضاء هو احتدام الصراع بين المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ. وقال في هذا الصدد:

«اجتمع كل أعيان وأشراف وعلماء المدينة بالمسجد، بحضور مولاي عبد الحفيظ وأتباعه، والقائد المدني الكلاوي وأقاربه، ومختلف موظفي المخزن، وبعد كلمة وعظية، أخذ الكلمة مولاي بوبكر أخ السلطان وقال: «نعلم أن مولاي عبد العزيز قد باع بلدنا للمسيحيين لإشباع رغباته، والأدلة على هذا واضحة حتى بالنسبة لمن لا يود رؤية ما يحدث. فهم قد استولوا منذ شهور على وجدة باب الشرق، ولا يبدو أنهم مستعدون لتركها، بل إنهم يجبرون إخواننا على الخضوع لقوانين وعادات بلادهم، وتعلمون الآن أنهم قد نزلوا إلى ميناء الدار البيضاء، بأعداد كبيرة، مسلحين بالرشاشات والمدافع، وأنهم أغرقوا هذه المدينة «المسكينة» باب الغرب في الهموم والفوضى والاضطرابات، وها هي يدهم تمتد نحو إخواننا في الشاوية المساكين. (وكان مولاي عبد الحفيظ في هذه الأثناء يبكي لأن أمه من هذه القبيلة، وبكى معه الحاضرون)... وأمام هذه المصائب التي تتوالى علينا لا أحد يستطيع أن يبقى دون حراك، ولا أن يخفي آلامه، فيجب إعانة إخواننا المنهكين في قبائل الشاوية التي تواجه المستعمر الغازي، وإذا كان سلطاننا عاجزا عن تجهيز كل الجنود ومواجهة العدو، وأعتقد أنه كذلك، فإنه يحق للعلماء والشرفاء اختيار قائد قوي يلتف حوله المومنون الأتقياء. وقد حان الوقت لإعلان الحرب المقدسة، فهل سننتظر دون إطلاق النار حتى يصل العدو إلى مشارف الأسوار (أي أسوار مدينة مراكش).»
صور 



































إرسال تعليق

0 تعليقات