نقف مع إخواننا في فلسطين 🇵🇸 و مع مقاومتهم الباسلة, و النصر للمقاومة و الرحمة للشهداء

عبد الرحمن الغافقي وحد المسلمين بالأندلس و غذر به بربري

 




تعتبر معركة بلاط الشهداء من المعارك الفاصلة في التاريخ, والتي مازال المتعصبون في الغرب يحتفلون ويفتخرون بها إلى يومنا هذا, و لعل كتابة برينتون تارانت لإسم charles martel و رقم 732على السلاح الذي استخدمه للقيام بمذبحة في حق أكثر من 50 مصلي بمسجد بنيوزيلندا خير دليل على صدق ما نقول, لكن من هو عبد الرحمن الغافقي الذي كان يقود القوات العربية الإسلامية لفتح بلاد الغال , وهل كان بطلا أم فاشل خسر في أهم معركة في التاريخ؟

من هو عبد الرحمن الغافقي:

,  أَبُو سَعِيِد عَبْدُ الرَّحْمَٰن بِن عَبْدُ الله الغافِقِي العكي  والي الأندلس لمرتين نشأ بمصر، وكان من مشاهير التابعين، روى عن عبد الله بن عمر، وروى عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبيد الله بن عياض، له في كتب السنة حديث واحد في ذم الخمر، وهو عن ابن عمر قال: لعنت الخمرة على عشرة وجوه، لعنت الخمرة بعينها، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها.

ويقال له الغافقي، نسبة إلى غافق، وهي قبيلة من الأزد، وموطنها الأصلي، مدينة اللُّحية الساحلية الواقعة شمالي مدينة الحديدة، من أرض اليمن. وهي أيضاً، أي غافق، بطن من عك، القبيلة الباسلة المشهورة، ولذلك نسب إليها أيضاً، فقيل: عبد الرحمن بن عبد الله العكي. وكان لغافق دور كبير في تاريخ الإسلام، وشاركت بجموع غفيرة في فتح مصر، قال أبو عبيد: كان منهم في الإسلام أمراء ورؤساء. وجاء في «تاج العروس» أن لهم خُطة أيضاً بمصر، كما شاركوا في فتح الأندلس، واستقروا بها. قال ابن حزم في حديثه عن غافق: ودارهم بالأندلس معروفة باسمهم في الجوف، في شمال قرطبة؛ منهم: بنو أسلُم (بضمّ اللام) ابن القيانة بن غافق، ومنهم كان أمير الأندلس، عبد الرحمن بن عبد الله [الغافقي]؛ وله عقب قد خمل بمرنيانة الغافقيين، بقرب إشبيلية، على النهر الأكبر. وإليهم ينسب الحصن المعروف، بغافق، على مسافة مرحلتين من قرطبة. وقد وصفه الإدريسي فقال: وحصن غافق حصن حصين، ومعقل جليل، وفي أهله نجدة وحزم، وجلادة وعزم، وكثيراً ما تسري إليهم سرايا الروم فيكتفون بهم في إخراجهم عن أرضهم، وإنقاذ غنائمهم منهم، والروم يعلمون بأسهم وبسالتهم فيناحرون أرضهم، ويتحامون عنهم. وجاء في «نفح الطيب» أن أكثر أهالي شقورة (مدينة من أعمال جيّان) من الأندلس، ينتسبون إلى غافق. وكان عبد الرحمن الغافقي أحد قادة فتح الأندلس الذين دخلوها في جيش موسى بن نصير، «وكان سيد أهل الأندلس صلاحاً وفضلاً». وكان جندياً بارعاً، ومجاهداً كبيراً، معتقداً بضرورة نشر الإسلام في كل أرض وصُقْع، وكان مسلماً سليم الإيمان، حريصاً على أصول الشريعة، لا يداري ولا يماري، ولا يحفل في سبيل إحقاق الحق بغضب من بيدهم الأمر، ولا يخشى في الله لومة لائم. ومن المأثور عنه قوله عندما هدده أمير إفريقية بالويل والثبور وعظايم الأمور: «إن السماوات والأرض لو كانتا رتقاً لجعل الرحمن للمتقين منهما مخرجاً».

وما إن عينه الخولاني واليا على الأندلس حتى بدأ الغافقي في توحيد المسلمين هناك وإخماد الفتن بينهم ولا سيما بين العرب و البربر

غذر البربر بالخلافة الإسلامية:

منوسة  هو زعيم بربري  أوكلت له مهة حكم الثغور والقيام بهجمات على الإفرنج حتى يضعف من قوتهم ويمهد الطريق لعبد الرحمن حتى يكتسح تلك المناطق, إلا أن أودو دوق أقطانيا زوجه ابته وتحالف معه , ولما علم عبد الرحمن بخيانته له فأرسل له كتيبة قتلته , فأدرك أودو صهره أن طبول الحرب قد دقت

وفي هذا نجد جورج زيدان يقول في كتابه "شارل و عبد الرحمن " أن  البربر أناس ماديون وإسلامهم صطحي  ويعبدون الغنائم و يحقدون على العرب

معركة بلاط الشهداء:

لا تفصل المصادر القديمة سواء العربية أو الإفرنجية كثيرا في هذه المعركة , إلا أن القصة التي يرويجا الجميع وبإيجاز فهي كما يلي:

سنة 720 وبعد حوالي 9 سنوات من وصوله للأندلس استطاع جيش المسلمين السيطرة على كامل شبه الجزيرة الإيبيرية, فدخل مدينة أربونة, و هكذا أصبح والي الأندلس لاعب سياسي مهم حاضر بفرنسا, التي كانت تحت قياة شارل مارتيل , والذي كان منصبه الرسمي محافظ القصر , لكنه كان يدير كل شيئ نيابة عن الملك

وسنة 732 أو 733 (إذ إن هناك تضارب في المصادر) اجتمع جيش الإفرنج بقيادة شارل مع الجيش الأموي بقيادة والي الأندلس حينها عبد الرحمن الغافقي , واستمر القتال لعدة أيام دون نصر حاسم لأحد الأطراف, إلا أن شارل كان بحوزته كتائب من رجال الشمال (يشبهون الفايكينغ) حيث استطاعوا صد الهجومات الأموية, واستطاع الإفرنج التسلل لمعسكرات المسلمين وضربها, ويقال أن البربر في الجيش الأموي كانوا يأخذون معهم نساءهم وأطفالهم للمعارك حيث يبقونهم في المعسكر, وهكذا عندما تم ضرب المعسكر الأموي اضطرب الجيش الأموي فتمك الإفرنج من ضرب الأمير عبد الرحمن الذي سقط شهيدا في المعركة, وفي تلك الليلة قرر الجيش الأموي تفكيك مخيماه والإنسحاب , وفي الصباح لم يجد شارل خصومه , وهكذا انتهت المعركة كما تصفها كتب التاريخ.

أهمية المعركة:

من جهة المصادر الإسلامية والمسيحية كانت تعتبر المعركة مهمة لكن بشكل متفاوت, فعلى سبيل المثال رجل دين مسيحي (Mosarabic chronicle تأريخ عام 754) كان يعيش بالاندلس أيام معركة قرطبة , كان يرى ان المعركة مواجهة فاصلة بين شعوب الشمال والعرب , لكنه يرى أيضا أنها لم تكن حاسمة لأن شارل لم يلحق بالجيش الأموي 

وهناك روايات تقول أنه لما وصل الجيش الأموي إلى أربونة رأى أفراد منه تمتثال مكتوب عليه : يا أولاد إسماعيل لا تتجاوزوا هذا المكان , فإن تجاوزتموه ولم ترجعوا على أعقابكم هلكتم




إرسال تعليق

0 تعليقات