نقف مع إخواننا في فلسطين 🇵🇸 و مع مقاومتهم الباسلة, و النصر للمقاومة و الرحمة للشهداء

وفود العرب على إدريس بن إدريس وأول نظام عرف للمخرن بالمغرب الأقصى

  


يعتبر إدريس الأول رحمه الله المؤسس الفعلي للدولة الإدريسية وباسمه سميت, ويعتبر هو السبب الرئيسي في عدم استمرار المغرب الأقصى في التبعية للدولة العباسية, علما أنه في عهد المرابطين سيبايع يوسف بن تاشفين رحمه الله الخليفة العباسي ويأخذ منه الموافقة لاكتساح الأندلس وإنقاذها من السقوط.

وبعد أشهر قليلة يقال أن مدتها شهرين من وفاة المولى إدريس أنجبت زوجته كنزة ابنه إدريس الذي سيعرف بإدريس الثاني أو إدريس بن إدريس.
ومذكور عنه في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى أنه لما استقام أمر المغرب لإدريس الثاني وتوطد ملكه وعظم سلطانه وكثرت جيوشه وأتباعه, وفدت عليه الوفود من البلدان , وقصد الناس حضرته من كل صقع ومكان, فاستمر بقية سنة ثمان وثمانين يصل الوفود ويبذل الأموال , ويستميل الرؤساء والأقيال.
ولما دخلت سنة تسع وثمانين ومائة وفدت عليه العرب من إفريقية والأندلس نازعين إليه وملتفين عليه, فاجتمع لديه منهم نحو خمسمائة فارس من قيس والأزد ومذحج ويحصب والصدف وغيرهم, فسر إدريس بوفادتهم وأجزل صلتهم وأدنى منزلتهم وجعلهم بطانة دون البربر, فاعتز بهم وأنس بقربهم ,فإنه كان غريبا بين البربر فاستوزر منهم(وكان هذا هو أول مظهر من مظاهر المخزن في بلاد المغرب الأقصى , وهذا موضح في أسفل الصفحة) واستورز منهم عمير بن مصعب الأزدي المعروف بالملجوم, من ضربة ضربها في بعض حربهم وسمته على الخرطوم.
وطان عمير من فرسان العرب وسادتها ولأبيه مصعب مآثر بإفريقية والأندلس, ومواقف في غزو الفرنج. واستقضى منهم عامر بن محمد بن سعيد القيقي, وكان أهر الورع والفقه والدين, سمع من مالك بن أنس وسفيان الثوري وروى عنهما كثيرا وكان قد خرج إلى الأندلس برسم الجهاد, ثم أجاز إلى العودة فوفد بها على إدريس فيمن وفد عليه من العرب فاستقضاه, واستكتب منهم أبا الحسن عبد الله بن مالك الخزرجي.
ولم تزل الوفود تقدم عليه من العرب والبربر حتى كثر الناس لديه , وضاقت بهم مدينة وليلي.
وانتهى إلى ابن الأغلب (وابن الأغلب هذا كان حاكما للددولة الأغلبية التي كانت تمتد من المغرب الأقصى إلى وسط ليبيا, وكانت تابعة للخلافة العباسية) ما عليه إدريس من استفحال, فأرهف عزمه للتضريب بين البربر واستفسادهم على إدريس (بمعنى تحريض البربر على إدريس الثاني) , فكان منهم بهلول بن عبد الواحد المضغري من خاصة إدريس ومن أركان دولته, فكاتبه ابن الأغلب واستهواه بالمال حتى بايع الرشيد وانحرف عن إدريس , واعتزله في قومه فصالحه إدريس وكتب إليه يستعطفه بقرابته من رسول الله صلي الله عليه وسلم فكف عنه, وكان فيما كتب به إدريس إلى بهلول المذكور قوله:
أبهلول قد حملت نفسك خطة...تبدلت منها ضلة برشاد
أضلك إبراهيم مع بعد داره..فأصبحت منقادا, بغير قياد
كأنك لم تسمع بمكر ابن أغلب..وقدما رمى بالكيد كل بلاد
ومن دون ما منتك نفسك خاليا..ومناك إبراهيم شوك قتاد

ثم أحس إدريس من إسحاق بن محمد الأوربي بانحرافه عنه, وموالاة لابن الأغلب فقتله سنة ثنتين وتسعين ومائة وصفا له المغرب , وتمكن سلطانه به والله غالب على أمره.

إرسال تعليق

0 تعليقات