نقف مع إخواننا في فلسطين 🇵🇸 و مع مقاومتهم الباسلة, و النصر للمقاومة و الرحمة للشهداء

إذا كانت الدارجة المغربية لهجة بربرية فلما لا يتم تدريسها عوضا عن الشلحة المعيارية جنبا إلى جنب مع اللغة العربية الفصحى

 



لن يكون موضوع هذه المقالة أصل الدارجة المغربية , فقد قامت ويكي مغرب بنشر العديد من المقالات و المنشورات عن اللهجة الرئيسية لأغلب المغاربة , وبإمكانك الإضطلاع عن واحدة منهم من هنا.
سيكون موضوع هذه المقالة عن دعوة البعض لتدريس الدارجة المغربية في المدارس عوضا عن العربية الفصحى , و في نفس الوقت و بنفس المكان ونفس الأشخاص تجدهم يدعون إلى تطوير و تدريس التاشلحيت المعيارية والتي هي الأخرى لغة في طور التشكيل والصنع, 
فكيف هؤلاء يدعون لإزالة لغة وتعويضها بلهجة أصلا ليست لهجتهم الأصلية , بدعوى أن المغاربة لا يستخدمونها في حياتهم اليومية , و على الجانب الآخر يدعمون تطوير لغة لا وجود لها لا بالشارع ولا بالكتب ولا بالتاريخ ؟
هل الأمر مناكفة للغة العربية وحقد عما هو عربي أم تهمهم مصلحة الشعب المغربي ؟
وما قول المثقفين المغاربة في ذلك ؟ و ما الدور الفرنسي ؟


المطالبين بتدريس الدارجة المغربية:
إن أي شخص مضطلع على هذا الموضوع فهو يعرف تماما القائمين عن هذا الرأي الأعوج , ويعلم علم اليقين أنهم هم أنصار التمزيغ وأن دعوتهم لتدريس الدارجة واستبدالها بالفصحى ما هي برغبة منهم في تطوير المغرب أو تسهيل وصول المعلومة إليهم , بل هو حقد و رغبة منهم في ضرب اللغة العربية وعروبة المغرب عن طريق قطع أهم تلك الرابط ألا و هي اللغة العربية الفصيحة التي نتشارك فيها سياسيا مع باقي الأشقاء العرب. و في نفس الوقت إذا ما قلت لهم لما لا نرسم الريفية لوحدها و السوسية لوحدها و الزيانية لوحدها , تجدهم يعارضون هذا بشدة رغم أنه الأكثر منطقية بل وستحفظ لهجات مغربية من الإندثار كالريفية التي تختلف عن البربرية المعيارية التي تأخذ من السوسية كل شيئ تقريبا.

إلا أنه ما يزال هناك أمر آخر نشترك فيه مع الاشقاء العرب, ألا وهي الدارجة المغربية نفسها , فهي الأخرى لهجة عربية , لكنهم وجودوا لها منفذا ألا وهو أن الدارجة المغربية هي لهجة بربرية.

إن كانت الدارجة لهجة بربرية لما لا تكون عوضا عن الشلحة؟
كما ورد في التقديم فلن نتطرق لموضوع أصل الدارجة المغربية, إلا أنه يمكننا الإنطلاق من ادعاء بعض التمزيغيين أن الدارجة هي لهجة بربرية , ما دامت هي كذلك فلما لا تدرس عوضا عن التاشلحيت في المدارس جنبا إلى جنب مع اللغة العربية الفصحى , ففي كل حال من الأحوال هم من يقولون أنها بربرية و استخدامها هي عوضا عن اختراع لغة من البداية سيكون أقل تكلفة كما أن لها تاريخ و مفهومة بالنسبة للكل , فهي التي يستخدمها الإخوة الريفيين للتحدث مع سواسا كون اللهجة السوسية لا علاقة لها بالريفية.
بل وأكثر حتى بربر الجزائر وتونس وليبيا سيفهمونها .
وأما اللغة العربية فلا يمكن أن تقارن بلهجة . كما أن العقلاء و البسطاء والغالبية المغربية من عرب و شلوح وروافة وسواسة يرفضون أن يدرس أبناءهم العامية أو التاشلحيت عوضا عن الفصحى , 
والسؤال الأهم : هل التمزيغيين الذين يجاهدون لإقبار اللغة العربية في المغرب و إحلال الدارجة و التاشلحيت مكانها , هل هؤلاء يدرسون أباءهم التاشلحيت و هل يقبلون أن يهدر أبناؤهم الوقت في الدراسة بلهجة ؟


رأي المثقفين المغاربة في الأمر:
أدلى الكثير من المثقفين المغاربة من عرب و بربر بدلوهم في هذه القضية , إلا أنهم جميعا أجمعوا على رفض إحلال الدارجة المغربية مكان العربية الفصحى , وذلك لعدة أسباب منها ما يتعلق بكون الدارجة المغربية نفسها مختلفة بين مناطق المغرب المختلفة , وبعض الكلمات في بعض المناطق تعتبر نابية في مناطق أخرى , كما أن كتابتها بالحرف العربي و وضع قواعد لها سيجعلها لا تختلف عن الفصحى لأنها في جميع الأحوال عربية , مما يعني أن كل ما سيهدر من مال و وقت سيكون مهزلة إرضاءا لمؤدلجين لهم حقد على العربية و العرب.

الدور الفرنسي:

يقول المثقف و المؤرخ والمفكر المغربي الكبير عبد الله العروي في كتابه "من ديوان السياسة"  صفحة 54:
..ثم علمت فيما بعد , عن طريق هنري لاوست, أن إدارة الحماية الفرنسية كانت تنوي أن تجعل الدارجة لغة رسمية في المغرب جنب البربرية, واستدعت لهذا الغرض عددا من المختصين في اللسانيات ومن دارسي اللهجات,فأجمعوا على أن المشروع فاشل لا محالة.
بعد الإستقلال دعا بعض المثقفين المفرنسين إلى اعتماد الدارجة لغة للتعبير الأدبي. كانوا يدعون إلى ذلك ولا يطبقونه أبدا.

إرسال تعليق

0 تعليقات